الإيمان تصديق بالجنان, و تلفظ باللسان, و عمل بالأركان, يزداد بالطاعات
و ينقص بالعصيان .
قال الإمام ابن القيم رحمه الله :
" إذا غرست شجرة المحبة فى القلب و سقيت بماء الإخلاص و متابعة سيد الناس
أثمرت كل أنواع الثمار و أتت أكلها كل حين بإذن ربها, فهى شجرة أصلها ثابت
فى قرار قلب المؤمن و فرعها متصل بسدرة المنتهى "
فإذا نطق العبد بالشهادتين ووحد الله فإنه قد بذر بذرة الإيمان فإما أن يتعهدها
لتصبح شجرة كبيرة, أو يهملها لتموت فى الحال.
و من طرق زيادة الإيمان
معرفة الله عز و جل :
وهى أول طرق زيادة الإيمان, و معرفته ليست توحيده باللسان فقط, و لكن التعرف
على الله عز وجل باسماءه و صفاته , ليمتلئ القلبك بالحب و الخشية معا, ثم نتعبد الله
بمقتضى هذه الأسماء و الصفات.
قال بن القيم رحمه الله :
" جميع ما يبدو للقلوب من صفات الرب سبحانه و تعالى يستغنى العبد بها, بقدر حظه
من معرفتها, و قيامه بعبوديتها ".
وإذا ما عرف الإنسان ربه وآمن به تفجرت ينابيع الخير في قلبه ثم فاضت على جوارحه
بمقدار علمه وقوة إيمانه, فالعلم هو السبيل للمعرفة, فأعلم الناس بالله هم أخشاهم
لله ، قال تعالى : (( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء ))
تدبر القرآن :
فتدبر القرآن من أهم أسباب زيادة الإيمان, قال تعالى فى صفات المؤمنين الصادقين :
(( وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً ))
قال ابن القيم رحمه الله :
" إذا أردت الإنتفاع بالقرآن فأحضر قلبك عند تلاوته و سماعه و ألقى سمعك و أحضر
حضور من يخاطبه به, فإنه خطاب الله لك على لسان نبيه المصطفى قال تعالى :
((إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ )) " .
معرفة رسول الله صلى الله عليه وسلم :
بمعرفة النبى صلى الله عليه وسلم و سيرته و معجزاته يزيد إيمان المؤمن, و يؤمن
الكافر ، و لا يكتمل إيمان المؤمن حتى يكون رسول الله أحب اليه من نفسه التى
بين جنبيه, و أول مقتضيات حب رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الطاعة و الوفاء
قال تعالى : (( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ ))
التفكر فى خلق الله :
التفكر فى خلق الله من أعظم العبادات, و هى عباده نسيها أكثر المسلمين الأن,
و هى من أهم طرق تحصيل اليقين, و زيادة الإيمان.
ولما نزل قول الله تعالى :
(( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ ))
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ويل لمن قرأها و لم يتفكر فيها "
كثرة النوافل بعد الفرائض :
لأنها الوسيلة إلى محبة الله سبحانه قال تعالى في الحديث القدسي :
" لا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي
يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ولئن دعاني لأجيبنه ولئن
سألني لأعطينه ".
القرب من بيئة الطاعة :
القرب من أى بيئة طاعة يزيد الإيمان, و القرب من بيئة المعصية ينقص الإيمان,
فيأبى الله إلا أن يعز من أطاعه, و يأبى الله إلا أن يزل من عصاة.
قال صلى الله عليه وسلم : " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"
ذكر الله تعالى :
قال صلى الله عليه وسلم : " مثل الذى يذكر ربه و الذى لايذكر مثل الحي و الميت "
و قال صلى الله عليه وسلم : " أفضل الكلام بعد القرآن أربع، و هن من القرآن :
سبحان الله ، و الحمد لله ، و لا إله إلا الله، و الله أكبر "
الدعوة إلى الله عز وجل :
قال تعالى :
((ولْتَكُن منكم أمَّةٌ يدْعُون إلَى الخَيْرِ ويَأْمُرونَ بالمَعْروفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ ))
وقال عز و جل :
((ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين ))
و دعى رسول الله صلى الله عليه وسلم لحامل الدعوة بقوله :
" نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها ثم أداها كما سمعها فرب مبلغ أوعى من سامع
ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه "
و قال صلى الله عليه وسلم :
" الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله، قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين
وعامتهم "
-----------
اللهم إنا نسألك إيمانا كاملا .. ويقينا صادقا .. وقلبا خاشعا .. وعلما نافعا
وعملا صالحا مقبولا عندك يا كريم